منذ زمن طويل والانتخابات النيابية ليست إلا مهرجانًا يجدد من خلاله زعماء الطوائف شرعيتهم أمام الداخل والخارج، لتظهير حجمهم من خلال انتخابات زائفة مبنيّة على قانون انتخابي طائفي. كلّ ذلك لتثبيت نظرية غياب البديل، ليبقى الزعيم الضمانة الوحيدة لكل طائفة.
في لبنان تشوّه دور النائب وأصبح الترشح إستعراضًا مناطقيًّا أمام أهل الضّيع ووعودًا فارغةً بالخدمات الإنمائيّة وتزفيت الطرقات.
أمام هذا الواقع قررت خوض الانتخابات النيابية ليس طمعًا بمنصب بل لقناعتي التّامة أن الانتخابات ليست إلا ساحة من ساحات المواجهة مع هذا النظام الذي لا يرى الشباب سوى سلعة للتصدير. تغيير الوجوه ليس الحل، الهدف إيصال مشروع حكم في دولة فعلية عادلة وقادرة على حماية حقوق جميع المقيمين.
الانتخابات فرصة لتغيير قواعد اللعبة وفرض جدول أعمال يتعلّق بحياة الناس. ليست الانتخابات مسرحية يتبادل فيها زعماء الطوائف الشتائم والشعارات والمزايدات على محبة الوطن.
لن ندعهم يتحكمون بمستقبلنا ومستقبل أهلنا ونقف مكتوفي الأيدي، سيجدوننا في كل ساحة وزاوية في وجههم.