هذه السلطة، بحلقتيها السياسية والمالية، تمعن في تفتيت المجتمع وتهجير شبابه عبر تحميله كلفة عجزها وافلاسها. بعد تبديد أكثر من ٢٢ مليار على كذبة الدعم وتهريب الأموال من جهة، وتسعير النعرات الطائفية واستجلاب صراعات الخارج من جهة أخرى، استطاعوا تدجين الناس وبث اليأس في نفوسهم. الحلقة السياسية، أي الزعماء الستة، سبق أن أجلّوا الانتخابات السابقة مرات عدة، واليوم ذهابهم إليها ليس إلا انصياعاً لأوامر الخارج تثبيتاً لشرعيتهم تجاهه. هذا أسوء السيناريوهات مع ما يستتبعه ذلك من بيع لأملاك الدولة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي والمس بالذخيرة الأخيرة المتبقية، الذهب.
التحدي اليوم هو تصعيد المواجهة لاستعادة جدول الأعمال الفعلي، أي التوزيع العادل والهادف للخسائر. في هذا السياق، الانتخابات هي ساحة مواجهة نخوضها (مش “نشارك” فيها. المواجهات تخاض!) لتظهير مشروع حكم (مش برنامج انتخابي بشعارات فارغة يعيدون تدويره كل دورة انتخاببة) لإدارة مرحلة انتقالية ترسي شرعية دولة تتعامل مع الافلاس في الداخل، والتدخلات من الخارج في منطقة تجتاحها الحروب. نخوض الانتخابات بلائحة موحدة في كل الدوائر، تحمل مشروع حكم واضح، وندعو الناس الى الإطلاع والاستفتاء عليه وليس التصويت لأشخاص، لأننا جميعاً، كمجتمع، قادرين نخلي الأزمة فرصة.