هذه اللحظة المفصلية من حياتنا كمجتمع يغمرها ليل حالك، حيث حقوقنا سلع، مهننا بلا آفاق، والهجرة مهربنا الوحيد للخلاص. المجتمع مفكك، والضيق معمم، الفروقات الاجتماعيّة في تزايد، والتدخل الأجنبي مطبّع، والهويات قاتلة، والخوف واليأس طاغيان. هذه الظلمة هي نتاج سلطة مالية – طائفية لم ترغب يوماً في بناء دولة قادرة. ورغم تأثّرها الكبير بالانهيار الاقتصادي، عادت لشن هجوم مضادٍّ قد يقضي على المجتمع برمته. مع ذلك، لم نهزم بعد. المعركة لم تنتهِ، والمستقبل لم يُكتب. علينا إضاءة هذا الليل الطويل
في هذا السياق، تقدّمت بترشّحي للانتخابات النيابية تجسيداً لمشروع سياسي يرسّخ قطيعة واضحة وكاملة مع الماضي، أي مشروع إقامة دولة مدنية تكتسب شرعيتها بالحكم انطلاقاً من تأمين احتياجات المواطنين المتساوين في حقوقهم الأساسية، في التعليم والأمن والصحة والتنقل والسكن والعمل، دولة غير منحازة وغير محايدة، تعيد إنشاء حدودها الجغرافية والدبلوماسية مع الخارج وتتعامل معه على أساس مصلحة المجتمع. دولة تُرغم من كانوا سبباً للانهيار، من خلال مراكمة أرباح .هائلة على حساب المجتمع، ويستمرون في ذلك من خلال الاستفادة من الأزمة، ترغم هؤلاء على تحمل الخسائر
أتقدم بترشيحي لأنني لا أريد أن أتنازل عن أي شيء آخر بعد الآن. لأنني لم أعد أرغب في قبول هيمنتهم على حياتنا. لأنني لست .انهزامياً. إن ترشّحي هو جزء من مواجهة، مواجهة قد تكتب على صعوبتها التاريخ كما نتصوره