قرّرت التّرشح لهذه الإنتخابات النّيابيّة بالذّات، لا طمعًا بمنصب أو بعضوية في نادي الزّعامات والوجاهات والمُحسنين الأبرار، بل رغبةً منّي بمواجهة ما يبدو أنّه قدر كلّ شابّ وشابة في لبنان: أن يصبحوا السّلعة المصدّرة الوحيدة في هذا البلد ويتشتتوا في أصقاع الأرض فيفنوا أعمارهم بعيدًا عن أهلهم وأصدقائهم، فيما زعماء الطّوائف وحواشيهم، يمضون حياتهم في ربوع الوطن ويستفيدون من كلّ ظرف (الحرب الأهلية، البحبوحة الوهميّة بين عامي 1990 و 2019، وحتّى الأزمة التي نعيشها اليوم) ويقتنصون كلّ فرصة لتعظيم نفوذهم وثرواتهم، ثمّ يقولون لنا بكلّ وقاحة أرسلوا الأموال لدعم الوطن!
قرّرت التّرشح لهذه الإنتخابات النّيابيّة بالذّات، ليس لأنني أعتبر أن تغيير وجوه اللّاعبين هو الحلّ، بل لقناعتي أنّ تغيير قواعد اللّعبة هو طريق الخلاص الوحيد مهما بدا عسيرًا أو مستحيلًا. قرّرت التّرشح لهذه الإنتخابات النّيابيّة لمواجهة تبديد المجتمع، كي لا يبقى لبنان فندقاً يزوره المغتربون بتردد كلّ بضعة سنوات، وسجناً يحاول المقيمون فيه الهرب منه!